و تمتدّ على مساحة قدرها 4.791 كلم و هي تتميّز بأهمّية جغرافية، تاريخية، اقتصادية و اجتماعية.
لمحة تاريخيةبمجرّد
وجودها في منطقة عبور، حيث تلتقي مؤثّرات وسط و غرب البلاد. قدّمت الولاية
أهميّة استراتيجية و اقتصادية طوال تاريخ الجزائر. عمّرت منطقة شلف منذ
القدم كما الآثار المختلفة لفترات ما قبل التاريخ. تأكّد قدم التعمير
البربري بداية من
النيوليتيك. اسّست منطقة تنس (KERTEN) في القرن الثامن عشر قبل الميلاد كنقطة تجارية.
تاثّرت النّاحية السّاحلية و السّهول بالنّفود
القرطاجيفي القرن الثالث قبل الميلاد في الوقت الذي كانت فيه الولاية في أقصى حدود
المملكات الامازيغية و الماسيلية، واقعة تحت سيطرة الواحد تلو الآخر، و
هذا حتّى توحيد
نوميديا من طرف
ماسينيسا.
في 33 قبل الميلاد، و قبل السيطرة المباشرة على المنطقة قام
الرّومان مع
القيصرأغسطس أكتاف بتأسيس مستوطنة في تنس بمساعدة جنود الفرقة الثانية الرّومانية.
مع
جوبا، أصبحت ولاية شلف مصدرا فلاحيّا مهمّا لموريطانيا القيصرية. كانت السيطرة
الرّومانية تظمّ السّاحل و السّهول لكنّ القبائل الجبلية للدّهرة و
الونشريس حافظت على استقلالها.
كانت
مدينة شلف مقرّا عسكريّا لمراقبة هذه القبائل المتمرّدة و قد بنيت في قلب
المدينة كنيسة في القرن الثالث بعد الميلاد مع المطران سان ريباراتي.
في
القرن الخامس و السادس بعد الميلاد كانت الولاية تعتبر أهمّ جزء مكوّن
للمملكة الامازيغية للورشنيس (الجدّار). مع بداية الفتحات الإسلامية، سيطر
المسلمون على المنطقة بين 675 و 682 بعد الميلاد (53 – 62 هـ) تحت قيادة
أبو المهاجر دينار.
بعد أن عمّرت من طرف قبائل
زناتة و
مغراوة، حكمت بالتوالي من طرف
بنو رستم ،
بني عبيد ،
بنو زيري ،
بنو حمّاد ،
المرابطين ،
الموحّدين ثمّ أخيرا من طرف
بنو زيّان.
أصبحت
تنس جمهورية مستقلّة مع قدوم مولاي بن عبد الله و حميد العبد من قبيلة
السّواد، العربية و هذا حتّى احتلالها من طرف الأسبان ثمّ تحريرها من طرف
الاخوة الأتراك
عرّوج و خير الدّين في 1517.
خلال الفترة التّركية، خضعت المنطقة و قسّمت إلى عدّة دوائر (دار السّلطان لتنس و السّاحل،
بايلك الجهة الشرقية و الغربية مع خليفة شلف).
بعد 1830 خضعت المنطقة للإحتلال الفرنسي و هذا رغم المقاومة التي قام بها
الأمير عبد القادرفي السّهول و التي مثّلها الشريف محمّد بن عبد الله المدعو بومعزة في
الدّهرة و الورشنيس. عرفت شعوب المنطقة عدّة مجازر قام بها قياد الاستعمار
منهم (سان أرنو، بيليسي، كافانياك ...) بتدخين كهوف الدّهرة. هذه المشاهد
خلّدت بفضل الّلوحات الزّيتية للمستعمرين.
خلال
ثورة 1 نوفمبر 1954 ، كانت المنطقة تنتمي إلى الولاية الرابعة و قد ساهمت في تحرير البلاد و استقلالها.
و
أخيرا يجب الإشارة إلى أن الولاية ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة
العربية الإسلامية بكتابات و مجلّدات العلماء و نذكر منهم : إبراهيم ابن
يخلف بن عبد السّلام أبو عشاق التنسي – محمّد ابن عبد الجليل – أبو عبد
الله التنسي – سيدي محمّد بن أبهلول – علي المجّاجي(940-1002 هجري) و
مجّاجي عبد الرّحمان المجّاجي.
إضافة: إن مدينة شلف مدينة عريقة أصيلة،
شهدت عدة أحداث جرت على ساحتها، كما أخرجت لنا كوكبة من العلماء والشهداء
والأعلام، غير أنها لم تأخذ حقها من طرف الكتاب والمؤرخين، ولإعادة
الأعتبار لهذه المنطقة وضواحيها أنشئ " [موقع الشيخ الجيلالي الفارسي
للتعريف بأعلام وتاريخ ولاية الشلف]
http://boudali02.googlepages.com/"كما تم انشاء [منتدى تاريخ الشلف وضواحيها]
http://chlef.7olm.org/ للحوار والنقاش